احتفال رسمي بالذكرى الأربعين لظهورات السيّدة العذراء في مديوغوريه

date: 05.07.2021.

في 25 حزيران 2021، تمّ الاحتفال بالذكرى الأربعين لظهورات السيّدة العذراء في مديوغوريه. كان الأب "ميلينكو شتيكو"، الرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبانيّة الفرنسيسكانيّة، هو المحتفل الرئيسي بالقداس الإلهي الرسمي، يعاونه 368 كاهنًا محتفلاً، وهو أعلى رقم في هذه السنوات كلّها لهذه المناسبة.

"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أبناء السيّدة العذراء الأعزّاء، أتمنّى أن تكون هذه الذكرى الأربعين للنعم مباركة وسعيدة لنا جميعًا. أنقل التهاني من سيادة المونسنيور هنريك هوزر، الزائر الرسولي لرعيّة مديوغوريه. بعد أن كان في المستشفى بسبب الـﭭيروس التاجي، خرج أخيرًا، وهو يتعافى جيّدًا، وقال إنّه قدّم معاناته كلّها من أجل مديوغوريه. عادة تتميّز الأعياد السنويّة الكبرى وأعياد الميلاد بنوع من الهدايا. فماذا نضج فينا في هذه السنوات الأربعين، ما الذي قدّمناه إلى السيّدة العذراء كهديّة. بينما كنت أسير خلف تمثال السيّدة العذراء في التطواف، تمكّنت من رؤية الكثير من الدموع في عيونكم. هذا هو ... كل ما أحضرتموه مع نفسكم، آلامكم وجروحكم كلّها، دعونا نقدِّمها كلّها للسيّدة العذراء، بما في ذلك ضعفنا وخطيئتنا. لتتشفّع من أجلنا. لنقدّم أيضًا جميع المرضى، كل أولئك الذين أوصوا بأنفسهم في صلواتنا، كل الذين لم يكونوا قادرين على أن يكونوا معنا جسديًّا ، لكنّهم متّحدون بالروح الآن. دعونا نوصي بهم جميعًا"، كان هذا ما قاله الأب ميلينكو في بداية القدّاس وبعد التطواف مع تمثال السيّدة العذراء.

في عظته، بعد أن تحدّث عن الأحداث التي وقعت قبل أربعة عقود، قال الأب ميلينكو شتيكو إنّه "بأقصى قدر من الاهتمام، ونحن نجمع ثمار كل النعم التي سكبها الله الطيّب والكريم علينا هنا، نرفع بتواضع وبساطة قلوبنا هذه الليلة مع المرتّل: "اللهم ما أثمن رحمتك! إن بني آدم يعتصمون بظل جناحيك. من دسم بيتك يشبعون ومن نهر نعيمك تسقيهم. لأن ينبوع الحياة عندك ونعاين النور بنورك. أدم رحمتك لمن يعرفونك وللقلوب المستقيمة برّك" (مز 36). الليلة في مديوغوريه، ونحن مليئون بالامتنان، لنبارك الآب والابن بالروح القدس!"، وقد شَكَر الغوسبا، مريم العذراء المباركة، أمّنا، على هذه النعمة التاريخيّة.

"ملكة السلام، شكراً، لأنّك طبعت قبلة الحب في حياتنا فوق الأشواك في هذه الصخور، فقد ضممتِنا بعناقك السماوي وأعطيتِنا دفء قلبك الأمومي! شكرًا لك على كل مرّة شعرنا فيها بالسلام عندما نأتي من الاندفاع اليومي المتسرّع أمام تمثالك ونتوقّف ونصمت قليلاً. نصمت ونجمع يدينا للصلاة ممتنّين أنّك احتضنتينا نحن وهؤلاء الأشخاص المتألّمين بطيبتك ونعمتك. لقد احتضنتِ الأشخاص الذين لمدّة قرون قرعوا أجراس صلاة التبشير الملائكي، وحيّوكِ في الصباح والظهيرة وعند الغروب، وأخذوك كأم، كما قال أحد المؤلّفين الغنائيين للنصوص التوراتيّة: "كمخلوقٍ متفوّق، في أوجّ تبرعمه، آتياً من الله في فجر بهائه الحقيقي". قال الأب ميليينكو شتيكو مفسّراً إنّ "الدعوات إلى الصلاة والحياة المقدّسة والتكفير عن الذنب وارتداد البشريّة كانت تأتي من هذا المكان منذ أربعة عقود حتى الآن، البشريّة التي تعيش في وضع خطير للغاية، بسبب خطايا البشر".

''إنّ البشريّة هي التي تجاوزت كل حدود في إهانة الله ومقدّساته ومحرّماته وتُبعد الكثير من النفوس البشريّة إلى الشيطان. هذا الصوت النبوي من مديوغوريه يدعو بلا كلل إلى الارتداد، متّحدًا مع التضرع القديم للنبي أشعيا: "أزيلوا شر أعمالكم من أمام عيني وكفّوا عن الإساءة. تعلّموا الإحسان والتمسوا الحق" (أش 1، 16) هذه صرخة إلى العالم المتمزّق والفاقد بُعده العامودي، وتوجّهه نحو الله. هذه صرخة للعالم الذي يعيش كما لو أنّ الله غير موجود، العالم الذي يتّجه إلى حافّة هاوية عدم إيمانه"، هذا ما قاله الأب ميلينكو في عظتِهِ وأضاف أنّه يجب أن يكون سببٌ خاصٌّ يدفع الله إلى أن يرسل مريم العذراء المباركة إلى مسيرتنا التاريخيّة على الأرض.

"وساطة مريم في التاريخ مرتبطة دائمًا بدورها الأمومي. نحن نعلم أن دور الأهل هو بذل كل ما في وسعهم حتى يولد طفلهم للسماء، لأنّهم استقبلوا الطفل بقوّة الله وبفضل نعمته. فقط هذا سيكون منافسة حقيقيّة لولادة الأطفال. أولئك الأهل الذين يفشلون في فعل ذلك، لم يفعلوا الكثير، بالرغم من أنّهم ربّما أعطوا كل شيء آخر لأولادهم"، هذا ما قاله الأب ميلينكو وشدّد على أنّه "نحتفل اليوم بالذكرى الأربعين لعناية السيّدة العذراء الخاصّة بهذا المكان ورسائلها من هذا المكان إلى العالم بأسره".

"يجب ألا ننسى التذكير من العهد القديم عندما سار بعض الأفراد، من بين الأشخاص المختارين، في مسيرتهم لمدّة 40 عامًا في الصحراء، وقد حوّلوا قلوبهم ونظرتهم إلى مصر، تمتموا ورغبوا في الحصول على عجل ذهبي للعبادة" قال الأب ميلينكو وهو يتحدّث عن رمزيّة الرقم 40 وأضاف "لا شك في أن بعض الناس مستعدٌّ دائمًا لترك طريق القداسة والتحوّل إلى العجل الذهبي، حيث يقدّم العالم اليوم الكثير من العجول الذهبية للعبادة".

"لا تزال السيّدة العذراء هنا وهي تنظر إلى أولادها وهي تنتظر. في بياضها وبساطتها تنتظر وتصلّي من أجل أولادها. إنها تنتظر أن ينظر أطفالها بقلوبهم ويمتلئوا بصلاح الله الحقيقي ورحمته. "مريم تعتمد كليًا على ابنها، وتتوجّه إليه كليًّا بدافع إيمانها. يجب على الكنيسة أن تنظر إليها كأم ونموذج يُحتَذَى به لكي نفهم في اكتمالها معنى رسالتها." (CDF ، Libertatis conscientia ، 22. 3. 1986 ، رقم 97) أمّنا وملكة السلام، في راحة يد أمانتنا وعدم أمانتنا، نمنحك في هذه الليلة قلوبنا ونصلّي لك: اجعلي قلوبنا بحسب قلبك وقلب ابنك! آمين!"، هذا ما قاله الأب ميلينكو في ختام عظته.

أُقيم التطواف من تلّة الظهورات إلى كنيسة القدّيس يعقوب للمرّة الأولى هذه السنة، مع عدد كبير من الحجّاج المشاركين وأبناء الرعيّة وأشخاص من المناطق المجاورة.

قال الأب مارينكو شاكوتا، كاهن رعيّة مديوغوريه، إنّ هذا التطواف من تمثال السيدة العذراء إلى الكنيسة يرمز إلى الطريقة التي "تقودنا بها السيّدة العذراء إلى يسوع".

"في كل ما كانت تفعله هنا، تقودنا غوسبا إلى يسوع وإلى القربان الأقدس" ، نقلاً عن الأب مارينكو، الذي قاد هذا التطواف أيضًا.

"هذه معجزة مديوغوريه. لا يزال بعض الناس يبحثون عمَّا هو خارق للطبيعة، لكن هذه معجزة عظيمة. العالم كلّه في حالة ذعر وخوف بسبب الوباء، ومع ذلك يحدث شيء رائع هنا"، نقلاً عن الأخت مارينا إيـﭭانكوﭭيتش، التي وُلدت في رعيّة مديوغوريه والتي شاركت في التطواف، وقد شعرت بسعادة غامرة بعدد المشاركين والحجّاج الذين وصلوا إلى هنا.