اليوم الثاني لمهرجان الشبيبة الثاني والثلاثين: صلاة، قداس، تعليم، شهادات وموسيقى...

date: 05.08.2021.

بدأ برنامج اليوم الثاني من مهرجان الشبيبة الثاني والثلاثين صباح اليوم في السادسة صباحاً على تلّة الظهورات مع الورديّة. يُقام مهرجان الشبيبة هذا العام تحت شعار "ماذا أعمل من الصلاح؟" (متى 19، 16). صلاة الورديّة على تلّة الظهورات، مع الشبيبة من 54 دولة، قادها كاهن رعيّة مديوغوريه الأب مارينكو شاكوتا والشاهد إيـﭭان دراجيتشيـﭭيتش.

"من الجميل أن يعود الشبيبة إلى مديوغوريه، بأعداد كبيرة، على الرغم من هذا الوضع. إنّه جميل بالفعل ونحن سعداء. أنا شخصيًّا أشعر بالرضا والفرح والامتنان لله وللغوسبا"، قال الأب مارينكو صباح اليوم، وهو الذي افتتح مهرجان الشبيبة في العاشرة صباحاً بالصلاة. كان هذا هو الجزء الصباحي من البرنامج الذي أقيم في القبّة البيضاء لكنيسة القدّيس يعقوب. ألقى التعليم المسيحي المطران تاديوسز وُويدا، رئيس أساقفة غدانيسك في بولندا.

قال لنا رئيس الأساقفة وُويدا متأمّلاً بموضوع مهرجان الشبيبة لهذه السنة "ماذا أعمل من الصلاح؟"، إنّ "الرب يريدكم، أيها الشبيبة، أن تكونوا الأداة لنشر نوركم وأملكم، هو يريد الاعتماد على شجاعتكم وعلى حماسكم"، ثم سألهم إذا كانوا مستعدّين لذلك.

"هنا في مديوغوريه تحدّثوا مع مريم عن ذلك، والدة يسوع. أخبروها بما يحدث في قلوبكم، وبماذا تتغذّى قلوبكم، وكيف تعيش وهي ستقودكم إلى ابنها يسوع. ستساعدكم على فهم تمامًا ما في قلوبكم، وستساعدكم في العثور على الإجابة الدقيقة للسؤال: ماذا أعمل من الصلاح؟"، هكذا أنهى رئيس الأساقفة وُويدا.

من بعده، قدّمت سانيا باريسيتش شهادة حياتها كيف جاءت من جحيم الإدمان، والمشاكل التي واجهتها في حياتها، وجماعة العليّة إلى الحياة التي تعيشها الآن هنا في مديوغوريه.

بدأ برنامج بعد الظهر بشهادة حياة أخرى، وقد بدأ الأب ماثيو راي، مدير البرامج في راديو ماريا فرنسا، بالتحدّث إلى الشبيبة عن دعوته الكهنوتيّة والطريق إلى يسوع. تلت ذلك الورديّة، ثم القداس الإلهي الذي أقيم في المساء، واحتفل به 311 كاهنًا، بقيادة الأب ميلينكو شتيكو، الرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبانية الفرنسيسكانية، الذي قال في عظته إنّه عندما "يرى العلمانيّون مثل تجمّعات الشبيبة هذه، فإنّهم يسألون نفسهم بذهول: لماذا يتجمّع هؤلاء الأشخاص بأعداد كبيرة؟ ما الذي جمعهم هنا؟ ما الذي جعلهم يأخذون مثل هذه الجهود على ظهورهم، للتغلّب على الكثير من العقبات والمجيء إلى هنا؟ إنّ العالم الذي يعيش وكأنّ الله غير موجود لا يعرف هذه التجمّعات ولا يستطيع فهمها ما دامت على ما هي عليه"، وأضاف أن هؤلاء الشبيبة يعرفون سبب وجودهم هنا وما الذي جمعهم.

"لقد جمَعَكُم الأمان بأنّ الله يحبّكم كثيرًا. يجعلكم قادرين على حب ذواتكم. هو بقوّة محبّته يجعلكم إخوة وأخوات. إنّه يجمعكم في عائلة واحدة من شعب الله بقوّة بحيث يبقى هذا الرابط غير قابل للكسر وثابتًا حتى عندما تغادرون بعد هذا اللقاء إلى جميع أنحاء العالم. من يعرف أنّه محبوب، لا يمكنه أن يبقى سلبيًّا. سيستجيب بنفس الطريقة - بالحب!"، هذا ما قاله الأب ميلينكو في عظته وتأمّل أيضًا في موضوع مهرجان الشبيبة لهذا العام - "ماذا أعمل من الصلاح؟" (متى 19، 16).

قال إنّ الشاب من الإنجيل كان حكيمًا في طرح الأسئلة، لكنّه لم يكن حكيمًا بما يكفي لقبول ذلك وإحياء إجابة المعلم الحكيمة، التي ستكون "حكمة حقيقيّة وكاملة".

بالإضافة إلى ذلك، كان لديه تصوّر خاطئ عن ملكوت الله. كان يعتقد أن الإنسان يمكن أن يستحق أو يكسب الحياة الأبديّة في جزء ما، لأنّه يكسب أو يستحق الخيرات الأرضيّة. أيّها الإخوة والأخوات، لا! كان يسوع هو من استحقّها بتضحيته على الصليب لجميع الناس في جميع الأوقات وهو يقدّمها إلى جميع الناس، ولكن فقط أولئك الذين يقبلون الشروط التي وضعها يسوع يمكنهم الحصول على ذلك. تذكّرنا مديوغوريه منذ أربعة عقود الآن، هنا في مدرسة السيدة العذراء بهذه الشروط - للارتداد، التكفير، الصلاة بإلحاح، الحب، المسامحة، المعاناة عن طيب خاطر، حمل الصليب ووضعه تحت تصرّف الله، كلّ قدراتنا وقوّتنا وحياتنا"، حسب قول الأب ميلينكو الذي أضاف أن "مريم تظهر للمسيحيين في جميع الأوقات على أنّها الشخص الذي يتعاطف بنشاط مع الآلام والبؤس البشري".

"لنتذكّر كم من الشباب الذين ضلّوا طريقهم ووجدوا طريق العودة إلى الله هنا في مديوغوريه! فكم منهم غيّروا حياتهم بشكل دراماتيكي بعد الارتدادات العميقة للعقول والقلوب! هنا رأوا كم كان العالم الذي جاؤوا منه مليئًا بالبهجة الكاذبة والسعادة الزائفة والمثل العليا الخاطئة، وكم كان هذا العالم مرعبًا وصعبًا وكم كان بعيدًا عمّا فعله المسيح من أجلنا. لقد افتدانا بدمه، وبنعمته غفر لنا خطايانا ومعاصينا. هذا هو المكان الذي شعروا فيه بنظرته الرحيمة المليئة بالحب، مغفرته. همس لهم، من مراحل جبل الصليب، دعاهم بمغفرته، وبعد ذلك بدموع توبوا عن رذائلهم ومثلهم الكاذبة. تبعه التحرّر والحياة الجديدة، أصبحوا بُناة الجنس البشري الجديد! هنا اكتشف الكثيرون الدعوة إلى الكهنوت والحياة الدينيّة، وبسخاء وبدون تردد وضعوا نفسهم تحت تصرّف الرب في الحياة المكرّسة "، كان هذا ما قاله الأب ميلينكو شتيكو ودعانا جميعاً إلى اغتنام هذه "الفرصة لحياة جديدة".

الصلاة بالشموع أمام الصليب تَلَت الذبيحة الإلهيّة. (PHOTO)