اليوم الثاني من مهرجان الشبيبة الـ 33: المسبحة الوردية، صلاة، التعليم المسيحي، الذبيحة الإلهية، التطواف...

date: 04.08.2022.

بدأ برنامج اليوم الثاني من مهرجان الشبيبة (2 آب 2022)، بصلاة المسبحة الوردية على تلة الظهورات. تسلّق الكثير من المؤمنين والشبيبة من جميع أنحاء العالم تلة الظهورات باكراً في ذلك الصباح، حيث أقيمت الساعة 6 صلاة أسرار الفرح من المسبحة الوردية، وقد قادها كاهن رعيّة مديوغوريه السابق الأب مارينكو شاكوتا والشاهد إيـﭭان دراجيتشيـﭭيتش. كانت الطوابير أمام كراسي الاعتراف طويلة طيلة النهار، وبما أن عيد سيدة الملائكة يقع في هذا اليوم، طلب الكثيرون الفرصة للاعتراف.

بدأ البرنامج في القبة البيضاء عند الساعة 9 بصلاة قادها كاهن رعية مديوغوريه السابق الأب مارينكو شاكوتا، ومن ثم أعطى التعليم المسيحي الرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبنة الفرنسيسكانية، الأب يوزو غِرْبِش. وكان محور تعليمه عن المسائل العابرة والجوهرية، مسألة البساطة، الحياة الأصلية، والقيم التي نعيشها.

قال الأب يوزو غِرْبِش: "تخبرنا روحانية البساطة هذه بأننا لا نستطيع إيجاد معنى في ما لا يدوم، لكن فقط في الحقائق التي تبقى وتدوم. أنا أؤمن بأننا غالباً ما نختبر هذا في حياتنا اليومية، في الأماكن التي نعيش فيها وفي الوظائف التي نعملها، أن نشعر بزوال الأشياء، بأن لا شي يدوم، ومن ثم نرتقي إلى الحقائق المتبقية. آه، كم هو مهم هذا التمييز بين الزائل وغير الدائم، بين الذي يبقى والذي يختفي، لأن زوال الأشياء يخلق فراغاً فينا. أنا أعتقد، وأيضاً أؤمن بأني لست وحيداً في هذا، بأن المشكلة الأكبر في زمننا تكمن في الفراغات، في الغرور الذي يخلق فينا عدم الوعي للأساسيات وفراغاً عظيماً. لذلك، فمسألة العابر والأساسي هي مسألة حياة. أن نكون على دراية بما هو عابر من الوقائع والأحداث، يجعلنا مدركين لما هو دائم، وإن أدركنا ما هو دائم، سوف نفهم ما هو أساسي وسوف نفهم ما هو إلهي فينا."

أعطت مايسا عراف شهادة حياتها من الأراضي المقدسة، حيث تعيش في قرية جليلية مسيحية. وهي هذه السنة عضو في الجوقة والأوركسترا العالمية. قالت إن هذه هي المرة العاشرة لها في مديوغوريه، والمرة الخامسة التي تشارك فيها بجوقة مهرجان الشبيبة. لم تكن قد سمعت بمديوغوريه حتى العام 2013، لكن، عندما زارت الشاهدة ﭬيتسكا بلادها وشهدت عن مديوغوريه وعن رسالة ملكة السلام، شعرت بأن مديوغوريه، ذلك المكان البعيد والمجهول قد جذبها. هي تقول بأنها كانت عضوًا في الحركة المريمية لمدة ثماني سنوات، وقد تأسست الحركة على الرحمة الإلهية. وفي نهاية شهادة حياتها، أعطت نصيحة إلى الشبيبة.

"كرّسوا أنفسكم لمريم ويسوع كل يوم وستشعرون بحضورهما وكيف يملآنكم بعطاياهما وسيكون لديكم الثقة الكاملة بهما." وبعد نصيحة مايسا، توجّه إلى الشبيبة الأسقف المساعد في أبرشيّة خاركيـﭫ - زاﭘوروزِيِه من أوكرانيا، المطران جان سوبيلو. وقد شدّد على أن لا أحد موجود في مديوغوريه بالصدفة، بل أن كل واحد منّا هو مدعوّ بشكل خاص، ومختار من قبل ملكة السلام. وقد شعر بهذا عندما أتى في البداية إلى مديوغوريه في الجزء الثاني من التسعينات في القرن الماضي.

قال المطران سوبيلو: "لقد شعرت بحضور حقيقي للسيدة العذراء كل الوقت، وقد أمسكت بيدي وأظهرت لي كل أسرار مديوغوريه". وقد شارك مع الشبيبة شهادة الثمار الكثيرة الجيدة من الشجرة الكبيرة المسمّاة مديوغوريه، التي تحصد منها أيضاً أبرشيّته. ذكّرهم أيضاً بفترة الحرب الصعبة التي تمر بها أوكرانيا والأوكرانيون.

قال المطران سوبيلو: "يقول الجنود الذين أتواصل معهم غالباً في الفترة الأخيرة، إنه في أسوأ الأوقات عندما يخسر الناس الأمل، تأتي المساعدة من السماء. يدركون أن صلاة الفرد والصوم ورداء السيدة العذراء الكليّة الطهارة  الذي يغطيهم، هذه كلّها تحميهم من الإصابة والموت. جنودنا يتّكلون على سلاح قوي جداً – المسبحة الوردية."

أعطى داﭬيد كولونو الإيطالي شهادة حياته للشبيبة، في برنامج بعد الظهر وقد تكلم عن مشاكل عائلته، الطلاق والمصالحة مع زوجته، والفضل لزياراته وصلواته في مديوغوريه. ثم، ككل مساء، استمرت صلاة المسبحة الوردية، واحتفل بالذبيحة الإلهية الرئيسية المسائية الأب ماسيمو فوساريللي، أب عام في رهبنة الإخوة الأصاغر، الذي قال في بداية عظته إن "صاحب السعادة المطران ألدو كاﭬالي قبل بفرح وبمفاجأة الدعوة ليكون هنا معكم اليوم."

قال الأب ماسيمو: "لم أتخيّل، من دون أن أرى بعيني، مشهداً كهذا، مشهد الحشود، الإيمان والصلاة. هذه علامة بأن الرب يسوع لا يزال يعلم كيف يفتن الشبيبة ويدعوهم إلى لقائه، إلى الإيمان، إلى اتباعه طوال حياتهم، أعزائي الشبيبة، المليئين بالتوقعات للمستقبل، حتى في هذا الوقت الذي يبدو أنه يسرق مستقبلنا منّا.

اليوم ليس مجرد يوم عاديّ، لكن 2 آب، اليوم الذي نحن الفرنسيسكان، متحدين مع الكنيسة جمعاء، نسأل بتواضع ونستطيع استقبال غفران أسيزي. رحّبت سيّدة الملائكة بالقديس فرنسيس في تلك الكنيسة الصغيرة في ﭙورزيونكولا، التي أحبّها بقوّة، وحتى اليوم تستقطب الكثيرين من الذين يسألون الغفران من الرب. اليوم، في كنيسة ورعية الفرنسيسكان هذه، التي ترحب بنا جميعاً، خاصة جميعكم أنتم الشبيبة الذين لا تزالون تدعون للسلام، والراحة وتعزية السلام الحقيقية." وأشار الأب ماسيمو إلى المرجع الإنجيلي لبشارة مريم، الذي قال بأنه "فريد وأصلي في الكتاب المقدس بأكمله".

قال الأب ماسيمو فوساريللي: "أعزائي الشبية، عندما تصلنا كلمة الرب يسوع وتجرح قلوبنا، في البداية نحن نضيع، هذه هي خبرة الكثيرين منا، لأنها كلمة أعظم من كلماتنا، هي جديدة مقارنةً بما نستطيع قوله. هذه المفاجأة، هذا الضياع وأيضاً الخوف من الكلمة، التي تجعلنا نخرج من أنفسنا وتوجهنا نحو وجه الرب يسوع، هي جيدة لنا. كيف نستطيع أن نقبل كلمة الرب هذه. يبقى تركيز مريم على الكلمة التي تسمعها، هي لا تتعب أبداً من استلامها. في الصور القديمة، تُمثَّل مريم بكتاب كلمة الله في أحشائها، بينما هي تنتظر يسوع. قبلت مريم هذه الكلمة في قلبها قبل أن تلدها بجسدها. تُظهر لنا مريم طريق الاستماع اليومي إلى الإنجيل، بتوقّفنا بصمت حوله، وتقبّلنا ببساطة لهذه الكلمة في حياتنا كطريقة إيمان. هل الاهتداء معقول؟ نعم، لكن إذا عشنا الإنجيل كل يوم." وشكر الأب ماسيمو فوساريللي الشبيبة في مديوغوريه على شهادتهم.

"أنتم تأتون من كل أنحاء العالم. شكراً لكم على شهادتكم، شهادة الإيمان والصلاة. لا بد أن يكون الرب مسروراً. العذراء مريم مبتهجة، وأنا أيضاً أؤمن بأن القديس فرنسيس فرح وحاضر هنا وهو يساعد الجميع ليفتحوا الباب إلى السماء بسهولة أكبر." هذه كانت الكلمات التي ختم بها الأب ماسيمو فوساريللي عظته.

احتفل بالذبيحة الإلهية 550 رئيس أساقفة، وأساقفة وكهنة، وبعد الذبيحة الإلهية أقيم تطواف بتمثال السيدة العذراء والسجود ليسوع في القربان الأقدس على المذبح.