اليوم الرابع لمهرجان الشبيبة: قال المطران غويدو غليزي للشباب "لا تخافوا!"

date: 17.08.2021.

بدأ اليوم الرابع لمهرجان الشبيبة عند الساعة العاشرة صباحًا بصلاة الصباح بقيادة كاهن رعيّة مديوغوريه الأب مارينكو شاكوتا والصلاة إلى الروح القدس، ثم أعطى التعليم المسيحي الأب بويان ريزﭭان، كاهن شاب من زادار، قال في البداية إنّه في مثل هذا اليوم بالضبط، منذ سبع سنوات، كان يحتفل بأوّل ذبيحة إلهيّة له ككاهن جديد هنا في مديوغوريه، وقال إن مديوغوريه هي المكان الذي تحدث فيه العناية الإلهيّة. في حين أن الشباب هو وقت اتخاذ الخيارات والوقت الذي نختار فيه وجهة حياتنا.

"جميع الاتجاهات ممكنة... الشباب هو وقت الاختيار ومن الطبيعي أن تثار أسئلتنا في تلك الفترة. إذا كانت لديكم أسئلة وأنتم شباب، فهذا يعني أنّكم بصحّة جيّدة. الحياة لا تتعلّق فقط بالأسئلة، الحياة واقع، يجب ألاَّ نفكّر كثيرًا، نحن بحاجة إلى أن نعيش. غالباً ما أقول للشباب: توقّفوا عن التفكير كثيرًا! اتخذوا قرارًا نهائيًّا! الأسوأ بالنسبة إلى الشباب هو الوقوع في الشكوك خلال هذه الفترات من التفكير في شيء ما مرارًا وتكرارًا. والحياة في الشكوك هي المنطقة الأخطر، فهي أرض خصبة للشيطان. نحن بحاجة إلى المضي قُدمًا، لا إلى أن نتردّد طوال الوقت. التردُّد هو علامة الفتور، وهذا يُظهر عدم نضوجنا"، هذا ما قاله الأب بويان وفي الختام قال إنّه يجب علينا أن نسأل أنفسنا: ما نحن عليه  عندما نغادر بعد أن التقينا بالمسيح؟ قال إنّنا جميعاً مدعوّون لكي نكون مبشّرين بالبشارة، من ثمّ ختم بأن الشباب غير متعلّق بالعمر، بل هو وعي نضارة القلوب.

قدّم مغني الراب جولروم إستيبان – غريلكس شهادة حياته بعد ذلك، واستؤنِفَ البرنامج عند الساعة الخامسة مساءً بشهادات من جماعة العليّة، التي عُرِضَ فيلمها بعد الذبيحة الإلهيّة. بدأ برنامج الصلاة المسائي بالورديّة واحتفل بالذبيحة الإلهيّة أسقف أبرشيّة أليساندريا ديلا ﭙاليا في إيطاليا، المطران غويدو غاليزي. كان الأب الإقليمي ميلينكو شتيكو محتفلاً مع 332 كاهنًا.

تحدّث في عظته عن قراءة سفر العدد عندما أرسل موسى استطلاعًا إلى أرض الميعاد ليرى كيف كانت، وما هي شروط الدخول إليها. عندما عادوا بشّروا بما رأته عيناهم وقالوا: "يمكننا أن نذهب ونغزو هذه الأرض، ونحن قادرون على فعل ذلك جيِّداً"، وقال الآخرون: "لا، هذا بلد يفترس ساكنيه. كل رجل رأيناه هناك كان ذا حجم هائل. شعرنا وكأنّنا جراد وهكذا بدونا لهم".

قال الأسقف غاليزي، "بطبيعة الحال، لم يكن هناك عمالقة في هذه الأرض، ولكن عندما نخاف، فإنّ هذا الخوف يجعل المشاكل أكبر، لكنّهم كانوا خائفين. لهذا وصفوا الأشياء كما فعلوا"، ثم قال وأسعَدَ جميع الحاضرين:"أيّها الشباب، لا تخافوا! "

هذا ما قاله القدّيس يوحّنا بولس الثاني في بداية حبريّته. لا تخافوا! افتحوا الأبواب للمسيح! عندما نخاف، نفقد الهدف في حياتنا وهكذا خسر الناس أرض الميعاد. إذا كنا نرغب في الذهاب إلى مكان ما، فيجب ألاَّ نخاف. أبداً! قال المطران  غاليزي وأوضح - لماذا من المهم جدًا ألا نخاف؟

"لأن الخوف يتعارض مع الإيمان، أو بكلام آخر، الإيمان عكس الخوف"، وأشار إلى مقتطفات من الإنجيل عندما كان يسوع نائمًا في قارب أثناء العاصفة، توقّف بعد أن أيقظه التلاميذ خائفين.

يسوع يطلب منا إيمانًا عظيمًا. عندما نخاف، وبالتالي نرتكب خطأ وليس لدينا إيمان، يجب أن نقول إنّنا قد خَطِئنا. نحتاج أن نتذكّر أعمال الله. يقول المزمور: "نسوا الله الذي كان مخلّصهم، لم يثقوا بإرادته". يجب أن نتذكّر أن الله معنا وهو يريدنا أن نثق به، حتى عندما يبدو أن قاربنا يغرق. بالنسبة إلينا، قد يبدو الأمر كما لو أن الله ليس هنا، كما لو كان نائمًا، وأنّه لا يهتم على الإطلاق، لكنّه مستعد دائمًا لإنقاذنا، فنحن بحاجة فقط إلى الإيمان"، حسب قول الأسقف غويدو غاليزي، وقد دعا الجميع إلى بذل حياتهم ليسوع، عالمين أنّه سيمنحنا الشفاء والخلاص.

 

رسالة الكاردينال كريستوف شونبورن

بعد القداس الإلهي، قرأ الأب مارينكو شاكوتا الرسالة التي أرسلها هذا العام أيضًا رئيس أساقفة ﭭيينا الكاردينال كريستوف شونبورن.

"أعزائي الشباب المشاركون في مهرجان الشبيبة الـ32 في مديوغوريه! في امتنانٍ مرتبط بكم، هذا العام أيضاً أرسل إليكم تحيّاتي وبركاتي! بعد عطلة العام الماضي بسبب كوﭭيد، تمكّنتم من القدوم إلى مديوغوريه بأعدادٍ كبيرة مرّةً أخرى. ما الذي يحفّزكم للقيام بذلك، للبعض منكم - رحلةٍ طويلة حقًا؟ لم يأمركم أحدٌ بفعل ذلك. أنتم تفعلون ذلك لأنّ شيئًا ما يجذبكم، بشكلٍ أكثر دقّة: شخصٌ ما يجذبكم.

منذ ظهور السيّدة العذراء لأوّل مرّة للشهود الستة قبل 40 عامًا، شعر الكثير من الناس، كبارًا وصغارًا، بهذا الانجذاب. لقد وجدوا في حضور مريم التعزية والقوّة والفرح والأمل، ونال الكثير منهم عطيّة الغفران من خلال الاعتراف. هكذا أيضاً جئتم لتجدوا مريم، وهذا يعني دائمًا العثور على ابنها يسوع. أتمنّى لكم أن تعودوا إلى موطنكم من مديوغوريه معزّزين بفرح الشركة الذي اختبرتموه هنا. في الحياة الكثير من الهموم والمتاعب، لكن قوّوا الرجاء الذي بداخلكم وانقلوه إلى الآخرين. كثيرون ينتظرون شهود الرجاء! يمكنكم أن تكونوا هؤلاء الشهود". هذا ما ورد في الرسالة.