تأمّل الصوم السادس: الأب "أنتي ﭬوتشكوﭬيتش"، الأخوة الأصاغر، يتكلّم عن كلمة الله

date: 29.03.2021.

بعد تأمّلات الأب "مارينكو شاكوتا" والأب "ستانكو مابيتش" سيقدّم لنا الأب "أنتي ﭬوتشكوﭬيتش" تأمّل الصوم السادس. الموضوع هو كلمة الله.

لفترة طويلة، أسّس الله العلاقة معنا، نحن البشر، بأعمق طريقة مستخدماً لغتنا والكشف لنا، بلغتنا، وجوده وكيانه. ذروة كل شيء هو أن كلمة اللهlogos –  - تجسَّدت وحلّت بيننا وعاشت معنا، لذا فإن اللقاء مع كلمة الله هو دائمًا اللقاء مع السر الأعمق لعلاقتنا البشريّة مع الله ومعه، العلاقة، رغبته في البقاء على تواصل معنا.

كلمة الله مهمّة بالنسبة إلينا لأنّنا، حتى قبل لقائنا بها، قد يكون لدينا حدس بأنّها مختلفة عن كلمتنا. كلمة الله تخلق. يمكننا، بكلماتنا، أن نفعل الكثير، لكنّنا لا نستطيع أن نخلق بالطريقة التي يستطيع الله بها ذلك. تغذّي كلمة الله روحنا كما يغذّي الطعام الجسد، وقد يكون هذا من الاستعارات المهمّة لكلمة الله. نجد هذا مع النبي حزقيال الذي يقول: " يا ابن الإنسان، كل ما أنت واجد، كل هذا السفر واذهب فكلّم بيت إسرائيل..."(حز 3: 1) يأتي الطعام إلينا باعتباره القوّة التي نعيش منها. بهذه الطريقة، تصبح كلمة الله هي القوّة لأرواحنا، فنعمل انطلاقا منها، هذا ما قاله الأب "أنتي ﭬوتشكوﭬيتش"، مشيرًا إلى الاقتباسات من الكتاب المقدّس التي تقدّم كلمة الله على أنّها ثابتة ودائمة وموضوعيّة وأبديّة...

قال الأب أنتي إنّ "عددًا لا يُحصى من الناس قد غيّر طريقة حياته في مواجهة كلمة الله وفي تلك اللحظات، أحيانًا يتطلّب الأمر كلمة واحدة فقط. يكفي أن أفهم أن هذه الكلمة كانت مخصّصة لي وأن التغيير يحدث على الفور."

القدّيس أنطونيوس الناسك والقدّيس أوغسطينوس هما فقط بعض الذين تغيّرت حياتهم بكلمة واحدة سمعوها.

"ربّما حدث شيء مشابه في حياتك أيضًا، ربّما هي كلمات الله التي تلمس أعمق خيوط كيانك - نلاحظ كل دراما الحياة البشريّة، الطبقات كلّها. نرى أنّه في تلك اللحظات نقطة تحوّل، وكأنّنا ولدنا من جديد. يقول البعض إن الكلمة أيقظتهم، لكن معظم الناس تأثّر عاطفيًّا. هذه كلّها أسباب وجيهة لقراءة كلمة الله، وتناولها كغذاء يومي''، هذا ما قاله الأب أنتي وأعطى مثال "معرفة الذات" كأحد الأسباب الرئيسيّة لقراءة كلمة الله وسأل "ماذا يحدث عندما نتعرّف على أنفسنا أمام مرآة كلمة الله؟"

''يحدث أن أكتشف خطاياي ورحمته في الوقت نفسه. أستطيع أن أرى أجزائي البائسة، وأمراضي، واحتياجاتي، وفي الوقت نفسه، أكتشف رغبته في شفائي. يحدث أن أتذوّق دموعي وحزني وإرادة الله أن يواسيني في الوقت نفسه. يحدث أن اكتشف طرقي الضائعة وأجده يبحث عني. يحدث أن أدرك خداعي الذاتي، لكنّه يريدني أن أعرف نفسي في حقيقته. يحدث أن اكتشف فنائي وحدودي، لكن في كلمته أجد أنّه يرغب في أن يمنحني الحياة الأبديّة التي لا تمضي أبدًا"،  حسب ما أوضح الأب "أنتي ﭬوتشكوﭬيتش"  وفي تأمّل هذا الأسبوع أجاب على السؤال: لماذا يجب أن نقرأ كلمة الله؟

يجب أن نقرأ كلمة الله حتى نجعل هذا العالم أفضل، ونحميه من أنفسنا، ونتعلّم عن علاقاتنا، ونصلحها بطريقة أفضل، ونعرف من نحن، ونتعرّف على أنفسنا، ونتغذى من محبّة الله ونسمح للرجاء أن يُزهر في اللحظات الصعبة - الرجاء الذي يأتي من إرادة الله أن يكون معنا، والبقاء على تواصل معنا. بهذه الطريقة نكتشف أوجه التشابه بين طبيعتنا الداخليّة وبين الله. نحن مخلوقات مثله تمامًا، نرغب في أن نكون في العلاقة، صنعنا للتواصل. لقد أُعطيت لنا كلمة الله للإبقاء على هذه العلاقة حيّة.''

تأمّل الصوم كلّه للأب "أنتي ﭬوتشكوﭬيتش"، مع الترانيم الغريغوريّة للأب زﭬونيمير باﭬيتشيتش Zvonimir Pavičić، متوفّرة هنا.