ترأس السفير البابوي ﭘِتسوتو Nuncio Pezzuto القدّاس الإلهي والمسبحة الورديّة: لدينا سلامٌ لأنّ يسوع معنا.

date: 14.05.2021.

"إخوتي وأخواتي الأعزّاء، في هذا الوقت الذي يتفشّى فيه فيروس كورونا، دعونا نصلّي الورديّة المقدّسة، داعين جميع الذين يرغبون في الانضمام إلينا من بيوتهم، ليتّحدوا معنا بهذه الصلاة، طالبين شفاعة القدّيسة مريم العذراء والقدّيس يوسف بطريقةٍ خاصّة. سوف نتأمّل بأسرار الفرح، ونحوّل أنظارنا إلى يسوع ومريم، سبب فرحنا. سوف نسترشد بشهادات القدّيس فرنسيس الأسيزي وصلوات القدّيسة بريجيت خلال صلاتنا"، هذا ما قاله السفير الرسولي في البوسنة والهرسك، ورئيس الأساقفة لويدجي ﭘِتسوتو Luigi Pezzuto في بداية تلاوة المسبحة الوردّية في مديوغوريه في 4 أيّار 2021.

احتفل المونسنيور ﭘِتسوتو بالقدّاس الإلهي بعد صلاة المسبحة الورديّة، في القبّة البيضاء لكنيسة القدّيس يعقوب في مديوغوريه، بمشاركة تسعة عشر كاهنًا. وتحدّث في عظته عن سلام المسيح، مُتسائلاً: ماذا نعني بالمصطلحات الإنسانيّة عندما نتحدّث عن السلام؟

عادةً، يُعتبر السلام غياب القلق والمعاناة والصعوبات، غياب كلّ ما يسلب سلامنا ويقودنا إلى القلق. عندما تغيب هذه المشاكل من حياتنا، نقول: "هذا هو السلام!" إنّه مفهوم بشريّ وإدراكٌ أرضيّ للسّلام، ولكن ليس هذا هو السلام الذي يتحدّث عنه يسوع في إنجيل اليوم. يبدأ يسوع خُطابه بالقول: "سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم". هذه هي الطريقة التي يُفهمنا بها السلام الذي يمنحنا إيّاه. وهذا ليس السلام الذي نشير إليه. غياب المعاناة والألم يمكن أن يكون سلامًا بالمعنى الإنساني. ومع ذلك، تؤكّد التجربة أنّ سلامًا كهذا نادر الوجود، حسب قول المونسنيور ﭘِتسوتو، مؤكّدًا وجود نوعٍ آخر من السلام، سلامٌ وحده يسوع قادرٌ على إعطائه، وهو يعطينا إيّاه.

"إنّه السلام الموجود في أعماق قلوبنا. حتّى في المواقف التي نواجه فيها مشاكل وصعوبات في حياتنا، فالمعاناة الإنسانيّة كما نعيشها تزيل فرحتنا، وسلامنا، لكن إذا ركزّنا على مشاكلنا وآلامنا ومعاناتنا مع يسوع، سيكون هو الذي يحمل صليبنا معنا". قال السفير البابوي ﭘِتسوتو  Nuncio Pezzuto: "هذا السلام أعظم بكثيرٍ وأروع من السلام البشري الأرضي الذي هو مُجرّد غياب المعاناة والصعوبات". ويتساءل: "كيف يكون ممكنًا عيش المعاناة والألم من الناحية البشريّة ويكون القلب البشريّ بسلامٍ عميق في الوقت نفسه"، ثمّ أوضح أنّ ذلك ممكنٌ "لأنّ يسوع معنا". "يجب أن نحدّق إلى يسوع المصلوب، يجب أن ننظر إليه، إلى عاطفته عندما حمل صليبه، الذي لم يكن صليبَه فحسب، بل صليبُنا في حياته. إذا كنا نملك الإيمان، علينا ألّا نخاف من أيّ مضايقات يمكن أن تحدث في حياتنا، هذا ما قاله المونسنيور ﭘِتسوتو، مشيرًا في نهاية عظته إلى هذا الوباء، كأحد الأسباب الرئيسيّة التي تَسلُبُنا سلامَنا، أو تقضي على سلامنا.

قال السفير البابوي Nuncio: "نحن قلقون، ومنزعجون من الأخبار، لكن هذه هي اللحظة التي يجب أن نوقظ فيها إيماننا. لسنا وحدنا. ينبغي ألاَّ نقول "أين إلهنا؟" في هذه المواقف الصعبة نقول ذلك. يجب أن تقول علّ الله في أوقات المعاناة يكون أكثر حضورًا، ممّا كان سيكون لولا هذه المعاناة، ولكن هذا لا يعني أنّنا لا نستطيع أن نطلب في الصلاة أن ينقذنا من المعاناة والألم ومن هذا الوباء.

وقال في النهاية: "جئنا إلى هنا لنطلب من الربّ أن ينقذ العالم من هذا الوضع"، كما وأنّه "في هذا المكان المريمي يمكننا أن نصلّي بحرارةٍ إلى مريم، ملكة السلام لتشفع بنا عند ابنها كي يساعدنا في هذه الظروف".

في ختام القدّاس الإلهي، شكر كاهن رعيّة مديوغوريه الأب مارينكو ساكوتا، السفير البابوي على مجيئه إلى هنا وحضوره معنا.