اليوم الثاني من مؤتمر "مريم ملكة السلام" في ميامي – من زار مديوغوريه مرّة، سيعود ثانيةً

date: 29.11.2023.

بدأ اليوم الثاني لمؤتمر "مريم ملكة السلام" في ميامي بصلاة المسبحة الورديّة، بعد أن أقيمت ورش العمل التي تمّ فيها تقسيم المشاركين إلى مجموعات حسب اللغة. كان العمل في مجموعات وقتًا ثمينًا للمشاركين للتعرّف على بعضهم البعض وتبادل الخبرات حول طرق التبشير في عصرنا. ولّد هذا العمل الكثير من الأفكار حول كيفيّة نشر روحانيّة مديوغوريه بشكلٍ أكثر فعاليّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة من خلال "مركز معلومات سلام مديوغوريه" المنشأ حديثًا للبلدان الناطقة باللّغة الإنجليزيّة.

بعد ورش العمل، خاطب الأخ دانكو پيروتينا الجمهور مرة أخرى.

أصدقائي الأعزّاء، شكرًا لكم على هذين اليومين. أنا سعيدٌ بشكلٍ خاص بورشة العمل هذه، التي ولّدت الكثير من الأفكار الجديدة. يتلخّص كلّ التبشير في جملةٍ واحدة، وهي "إحضار الناس إلى مصدر المحبّة" وهو الله. من وجد الله وجد كلّ شيء. هذا هو هدف التبشير، ومن ثمّ هناك وسائل مختلفة، ومجموعات مختلفة، وروحانيّات مختلفة، مثل فسيفساء جميلة، مثل الزهور في الحديقة، وكلّما زاد عدد الأزهار، أصبحت الحديقة أكثر جمالاً. لكن الهدف دائمًا هو نفسه: أن أدع محبّة الله تلمسني، أن ألتقي بالله الحيّ. لقد زارتنا مريم العذراء ودعتنا إلى القيام بكلّ ما نقوم به من باب المحبّة. إنّها تريد أن تجهّزنا لمحاربة الشرّ والخطيئة. مديوغوريه ليست في مديوغوريه، لكنّها حيث أنت، حيث تنشر رسائل مريم العذراء، حيث أُدرك خطاياي وأتخلّى عنها يوميًّا، هناك حيث تحدث مديوغوريه، تحدث النعمة، تحدث سماءٌ جديدة وأرض جديدة. قانون الصلاة هو قانون الإيمان. من يصلّي كثيرًا يؤمن كثيرًا. الذي يصلّي قليلاً يؤمن قليلاً. أدعوكم إلى البدء بالصلاة والصوم من أجل هذا المركز الذي تمّ إنشاؤه حديثًا حتّى تنتشر رسالة العذراء في جميع أنحاء الولايات المتّحدة لأنّه من هنا سيكون لها تأثيرًا كبير في جميع أنحاء العالم. لكن لا يمكن أن تتدخّل النعمة إذا لم يتم تقديم الذبيحة. وهكذا كان الأمر في العهدين القديم والجديد. لقد قام يسوع بتضحية من أجلنا، ولكن يُتوقع منّا أيضًا أن نقدّم تضحيات يوميّة صغيرة،" قال الأخ دانكو.

"لقد ولد الملايين من جديد هناك. أولئك الذين ذهبوا إلى مديوغوريه مرّة سيعودون ثانية. سيّدتنا هي أمّ المعمّدين وغير المعمّدين، الكاثوليك، الأرثوذكس، المسلمين، البروتستانت، ولها دورٌ عظيم في تاريخ الخلاص. حتّى بعد أن ذهبت إلى السماء، لم تتوقّف عن النضال من أجلنا، لكن علينا نحن أيضًا أن نستجيب لنداء العذراء، لأنّها تقول لنا اليوم، لكم ولي: أنا بحاجة إليك. علينا أن نسأل أنفسنا كلّ يوم ما الذي يمكن أن نفعله من أجل يسوع والعذراء. الحبّ عبقريٌّ وأنا متأكّدٌ من أنّ كلّ واحدٍ منكم سيساهم بمواهبه وبطريقته الخاصّة،" قال الأب دانكو، الذي صلّى في النهاية من أجل الجميع وأجاب على الأسئلة التي طرحها عليه بعض المشاركين.

ترأّس القدّاس الإلهي الساعة 12:30 ظهرًا، أسقف ميامي المساعد المونسنيور إنريكي إستيبان ديلغادو، الذي أثّرت كلماته في جميع الحاضرين.

"إخوتي وأخواتي الأعزّاء، نحتفل اليوم بالأحد الثالث والثلاثين على مدار العام، الأحد الأخير على مدار العام، لأنّ الأحد القادم هو أحد المسيح الملك. لكن هذا الأحد ليس أحدًا عاديًّا تمامًا لأنّنا نُشارك في مؤتمر "مريم ملكة السلام". بدأ الأمر كلّه في مديوغوريه حيث قال ستّة شباب إنّهم رأوا مريم العذراء. على مرّ السنين، كان السؤال يُطرح دائمًا حول ما إذا كانت الظهورات حقيقيّة أم لا. مع ذلك، حقّقت الكنيسة بحكمةٍ في التصرّفات والأحداث التي جرت هناك ولم تعلن نفسها أبدًا مع أو ضد. ولكن أحد الأشياء التي كنت أسألها دائمًا للكثير من الأشخاص الذين ذهبوا إلى موقع الحجّ هذا، وهو تجربتهم هناك. إجابتهم هي أنّهم وجدوا سلامًا لا يوصف ولقاءً مع الربّ، ممّا دفعهم إلى تغيير حياتهم والتعامل مع الحياة المسيحيّة بجديّةٍ أكبر. لم أكن هناك، لكنّي سمعت شهادة الكثير من الأشخاص الذين وجدوا السلام والاهتداء في ذلك المكان. ولهذا السبب نحتفل بمؤتمر العذراء ملكة السلام. أريد أن أذكّركم أن أحد أسس التحقّق من صحّة ظهورات أمّنا مريم هي أنّها لا تطلب لنفسها أيّ شيء، حتى الآن تذكّرنا بأن نفعل ما يطلبه منّا ابنها. هذا يعني أنّنا نعيش دعوتنا إلى القداسة التي تلقّيناها يوم المعموديّة،" قال المونسنيور ديلغادو.

عُقد في نهاية اليوم، الاجتماع الأوّل لمجلس إدارة "مركز معلومات سلام مديوغوريه"، المُعيّن حديثًا للبلدان الناطقة باللّغة الإنجليزيّة. وحضر الاجتماع 10 من أعضاء مجلس الإدارة الذين ناقشوا الخطط والنشاطات المستقبليّة لهذا المركز.

"في كلّ مرّةٍ يتمّ فيها افتتاح مركزٍ جديد في مديوغوريه، تجعلنا الأمّ نرى أنّ الوحدة في التنوّع هي واحدة من أعظم كنوز كنيستنا وأنّ كلّ ثقافة، كلّ شعب، كلّ لغة هي مجرّد أجزاء تكشف لنا شيئًا فشيئًا، جمال الفسيفساء التي تصوّرها الله لهذه الخطّة العظيمة التي وضعها للعالم أجمع من خلال مديوغوريه، وتلك الخطّة تشمل وتربط كلّ واحدٍ منّا، لأنّنا جميعًا مهمّون بالنسبة له، وكلّما زاد عددنا، كلّما زاد جمال الفسيفساء، ورسالة الأم ستصل إلى قلوبٍ أكثر"، اختتم في نهاية اليوم الثاني، المؤتمر الثنائي اللغة الأوّل "مريم ملكة السلام" في ميامي.