ماراثون صلاة من مديوغوريه: هذه المحاولة هي فرصة لنشهد لإيماننا

date: 17.05.2021.

أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، لقد أثّر هذا الوباء بعمق في حياتنا. إنّها أيضًا فرصة لنشهد لإيماننا، ونشجّع الرجاء ونكون فاعلين في المحبّة من خلال أعمال الرحمة الجسديّة والروحيّة. في هذه التجربة نشعر أنّنا أوّل جماعة مسيحيّة ذُكِرت في سفر أعمال الرسل بتعبير جميل: "كانَت الكَنيسةُ تُصَلّي إلى اللهِ بِلا اَنقِطاعٍ" (أعمال 12، 5). وبالطريقة ذاتها، في شهر أيار، بالاتحاد مع الأب الأقدس، نرغب في أن نصلّي إلى الله بكل إخلاص حتى يسمع صلواتنا من أجل نهاية هذا الوباء.

اليوم وبطريقة خاصّة، من رعيّة القديس يعقوب هذه، في غياب الزائر الرسولي هنريك هوزر، بسبب حالته الصحيّة، نودّ أن نصلّي مع القاصد الرسولي إلى البوسنة والهرسك، المطران "لويجي ﭘيتسوتو"، ونيّة الصلاة هي الصلاة من أجل المهاجرين، لجميع أولئك الذين تركوا منازلهم وبلدانهم وعائلاتهم بحثًا عن الأمان.

"لِيُنِرْ هذا الضوء، المضاء في المصباح أمام تمثال السيّدة العذراء، هنا في كنيستنا، لحظة الظلام هذه ويحوّلها إلى فجر نور جديد"، هذا ما قاله الرئيس الإقليمي لإقليم الهرسك للرهبانية الفرنسيسكانية الأب "ميلينكو شتيكو"، في بداية المسبحة الورديّة من مديوغوريه في 15 أيار 2021، دعا جميع الذين تابعوا المسبحة الورديّة من خلال وسائل الإعلام إلى الاتحاد مع عائلاتهم معنا هنا.

المبادرة التي دعمها البابا، هي من تنظيم المجلس البابوي لتعزيز التبشير الجديد، وستشمل 30 مزارًا للعالم بطريقة خاصّة، حتى يتمكّنوا من تشجيع المؤمنين والعائلات والجماعات على تلاوة المسبحة الورديّة للصلاة من أجل إنهاء الوباء ومديوغوريه هي من بين تلك المزارات.

تتضمّن المبادرة التي كانت تحت عنوان "كانَت الكَنيسةُ تُصَلّي إلى اللهِ بِلا اَنقِطاعٍ" (أعمال 12، 5) الصلوات اليوميّة في المزارات في جميع أنحاء العالم. وقد افتتح البابا فرنسيس شهر الصلاة المريمي في الأوّل من أيار بمسبحة في بازيليك الـﭬاتيكان تمّ بثّها عبر منصّات الـﭬاتيكان​​، وينتهي الماراثون في 31 أيّار في حدائق الـﭬاتيكان.

 

الورديّة في مديوغوريه بقيادة الأب "ميلينكو شتيكو" والمطران "لويجي ﭘيتسوتو"، بينما ساعد المبتدئون من إقليم الهرسك للرهبنة الفرنسيسكانيّة في هذه الصلاة. قاد أبناء رعيّة مديوغوريه الصلاة وكان الحدث بأكمله أكثر جلالاً بفضل ترتيل جوقة ملكة السلام من رعيّة مديوغوريه. وبثّت المسبحة الورديّة على الهواء مباشرة على قنوات الكرسي الرسولي الرسميّة.

تكوّنت الصلاة من أسرار المجد من المسبحة الورديّة، وقبل كل بيت مسبحة تمَّت تلاوة مقتطف من الكتاب المقدّس، بالإضافة إلى رسالة الأب الأقدس التي أُعطيت بمناسبة اليوم العالمي للاجئين والمشرّدين من 27 أيلول 2020.

صلّينا من أجل الأخوة والأخوات الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب والفقر والظروف المؤسفة وذهبوا للبحث عن مستقبل أفضل كلاجئين في أماكن أخرى، ليجدوا داخل الكنيسة ملجأً يستحقّه كلُّ إنسان.. كما صلّينا من أجل جميع الناس، ولا سيّما المسيحيّين، لكي لا ينسوا في ضجيج المعلومات وتعدّدها سماع صراخ جميع المتألّمين، وجميع النازحين، وجميع المحتاجين. صلّينا من أجل الأطبّاء والممرّضات والطاقم الطبّي كلّه، حتّى لا يتعبوا أبدًا من أن يشهدوا للهدف الإنجيلي لخدمة المرضى والمحتاجين. صلّينا من أجل البابا والمطارنة والكهنة والرهبان - لكي يكونوا دائمًا في اللحظات الصعبة للبشريّة شهودًا لمحبّة الله ورحمته، حاملين الرجاء لجميع الناس، وأنّ من خلال نعمة الله يمكننا أن ننفتح جميعًا على الحب المتبادل والمسؤوليّة والتعاون في الوقاية من جائحة فيروس كورونا.

قبل البركة الختاميّة للقاصد الرسولي إلى البوسنة والهرسك، المطران "لويجي ﭘيتسوتو" قال الأب "ميلينكو شتيكو" من الأخوة الأصاغر، إنّه في "الوضع المأساوي الحالي المليء بالمعاناة والقلق الذي أثّر في العالم بأسره، نهرب إليكِ، يا أم الله وأمّنا، ملكة السلام".

"يا مريم العذراء، وجّهي عينيكِ الرحيمتين إلينا في جائحة كورونا هذه، وعزِّي كل من فقدوا أحبّاءهم وبكوا على خسارتهم. عزّي أولئك القلقين على مرضاهم ولا يمكنهم أن يكونوا قريبين منهم. اسكبي الثقة على أولئك الذين يشعرون بالقلق بشأن المستقبل غير الآمن والعواقب المترتّبة على الاقتصاد وعلى وظائفهم.

يا أم الله وأمّنا، صلّي بحرارة إلى الله من أجلنا، إلى أب الرحمة، لكي تنتهي هذه المحنة القاسية، ويعود أفق الرجاء والسلام مرّة أخرى. كما في قانا، تشفّعي مع ابنك يسوع، طالبةً منه أن يواسي عائلات جميع المرضى وجميع الذين ماتوا، حتى تنفتح قلوبهم على الثقة الجديدة.

احمي جميع الأطبّاء والممرّضات والطاقم الطبّي والمتطوّعين الذين يتعرّضون في الصف الأوّل للمعركة في هذه الحالة الاستثنائيّة، كلّ أولئك الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين. وجّهي جهودهم وامنحيهم القوّة والخير والصحّة.

كوني قريبة من أولئك الذين يساعدون المرضى ليلًا ونهارًا: جميع الكهنة والمكرّسين، الذين يحاولون برعاية رعويّة والتزام إنجيلي أن يساعدوا ويدعموا بكل ما في وسعهم. هذا ما قاله الأب "ميلينكو شتيكو" في النهاية، ثم تبعته بركة السفير، ثم بدأ الاحتفال بالقداس الإلهي مع 19 كاهنًا.

احتفلنا بعيد الصعود يوم الخميس الماضي. هذا الأحد، يقوّي الإنجيل رسالة الصعود بعمق - رسالة الخلاص. هذه هي الرسالة العميقة الأولى للصعود - يسوع يعود إلى الآب، لكنّنا نتحدث عن انطباع واحد فقط بأن يسوع سيغادر. يسوع سيغادر، لكنّه فعل ذلك ليكون حاضرًا أكثر بيننا. قال، إذا لم أذهب إلى أبي، فلا يمكنني أن أرسل الروح القدس عليكم، والروح القدس هو الحضور العميق ليسوع بيننا. يسوع يغادر، لكنّه يبقى بيننا. لقد فهم بطرس والرسل ذلك جيّدًا في تلك المناسبة.

عندما صعد يسوع إلى السماء، يقول سفر أعمال الرسل إن الرسل عادوا إلى أورشليم ممتلئين بالفرح. لقد اختبرنا جميعًا هذا، عندما يغادر أحدنا، نشعر بالحزن. ومع ذلك، يسوع يصعد إلى السماء والرسل مسرورون. ذلك لأنّ الرسل فهموا أن يسوع سيغادر، ولكن بالطريقة التي تجعل حضوره أكثر حياةً بيننا. الخوف الذي يصيبنا أحيانًا، الخوف عندما يكون لدينا انطباع بأنّ يسوع بعيد عنّا، يصعب تفسير ذلك. يقودنا هذا الشعور بالضبط إلى عيش إيماننا العميق والاستسلام لله. أنا متأكّد من أنّه نادراً ما لم يصرخ أحد منّا في هذا الوقت من الوباء، "يا رب، أين أنت؟ ألا يمكنك أن ترى ما يجري؟" أنا أعلن أمامكم علانيّة أنني قلت ذلك في بعض المناسبات، وأنا متأكّد من أنّكم قد فعلتم الشيء نفسه. هل أنا على حق؟، طرح المطران "ﭘيتسوتو" هذا السؤال، وأضاف أنّه حصل بالتأكيد بعض المقاومة لله في هذا الوقت من الجائحة.

"الليلة، في هذه الإفخارستيّا نحن بحاجة إلى أن نقول، ليس فقط التحدّث عن الخوف في هذا الوباء، ولكن عن أي خوف: "ليرحل الخوف من حياتي، لأنّ الرب قريب منّا. "الرب يعلم، الرب يرى، ونحن لسنا وحدنا، نحن لم نترك بمفردنا"، هذا ما قاله القاصد الرسولي "ﭘيتسوتو"، وشكره الأب "مارينكو شاكوتا" وقال "نحن جميعاً ممتنّون الليلة منذ أن تمّ اختيار مديوغوريه بين 30 مزارًا في العالم حيث يصلّي المؤمنون من أجل إنهاء الوباء."

"أنا سعيد جدًا بكيفيّة تنظيم الفرنسيسكان لهذا الحدث، وكيف استجبتم أنتم كمجتمع له، لذلك سنكون جميعًا جزءًا من ماراثون الصلاة الذي بدأه البابا فرنسيس. من الواضح أنّ المسبحة الورديّة في هذه الرعيّة هي دعامة قوية تقوم عليها هذه الجماعة. حسب معرفتي بالبابا فرنسيس، لو كان هنا، فأنا متأكّد من أنّه كان سيقول لكم الشيء نفسه"، هذا ما قاله المطران "ﭘيتسوتو" ودعا الجميع ألا ينسوا الصلاة من أجل الزائر الرسولي هنريك هوزر وشفائه، فيعود مرّة أخرى إلى عمله في مديوغوريه بيننا. (PHOTO)