الأسقف أنطونين باسلر: صلاة "السلام عليكِ يا مريم" هي جوهرةٌ ذهبيّة، واسم يسوع هو أثمن ما فيها من جواهر.

date: 14.10.2025.

"نحن جميعًا على الأرجح نعرف النبوءة الرائعة عن المرأة الملتحفة بالشمس، وتحت قدميها القمر، وعلى رأسها إكليلٌ من اثني عشر كوكبًا، وهي القصّة الواردة في الفصل الثاني عشر من سفر رؤيا القدّيس يوحنا.
فإذا كانت تلك الشمس هي المسيح نفسه، الكلمة الذي صار جسدًا في أحشاء العذراء مريم، فإنّ تلك المرأة الملتحفة بالشمس، أي بالكلمة، بالمسيح، هي مريم بذاتها.

وما يصحّ على مريم يصحّ أيضًا على الكنيسة، وما يُقال عن الكنيسة يمكن أن يُقال كذلك عن مريم. فقد عاشت مريم هذا السرّ في كماله الأسمى، وحقّقت بأمانةٍ ما عبّر عنه القدّيس بولس لاحقًا بقوله: "أن نلبس المسيح". هكذا قال في عظته الأسقف المساعد لأبرشيّة أولوموتس في جمهوريّة التشيك، المونسنيور أنطونين باسلر.

في عيد الطوباويّة مريم العذراء سلطانة الورديّة، ترأّس الأسقف أنطونين باسلر الذبيحة الإلهيّة في كنيسة القدّيس يعقوب في مديوغوريه، بمشاركة مئةٍ وتسعةٍ من الكهنة في الخدمة الاحتفاليّة، فيما تلا الأب أنطونيو ﭘريموراك المسبحة الورديّة قبل القدّاس.

وكانت المسبحة الورديّة والعذراء الطوباويّة مريم موضوع عظته في مديوغوريه، حيث استشهد بكلمات القدّيس يوحنا بولس الثاني الواردة في كتابه "العطيّة والسرّ"، والتي يصف فيها علاقته المريميّة قائلاً:

"في الزمن الذي بدأت فيه دعوتي الكهنوتيّة تتبلوَر، تغيّر فهمي للتقوى تجاه والدة الإله بطريقةٍ ما. كنت مقتنعًا دائمًا بأنّ مريم تقودنا إلى المسيح، لكن في تلك الفترة بدأت أدرك أيضًا أنّ المسيح نفسه يقودنا إلى أمّه".

قال الأسقف باسلر: "إنّ والدة الإله تريد أن تكون الطريق المؤدّي إلى الهدف، وهذا الهدف هو ابنها" ، ثمّ استشهد بتأمّلات بعض القدّيسين حول تلقّي النعمة عن طريق مريم، مثل القدّيس برناردينو من سيينا، القدّيس فيليبو نيري، القدّيس يوحنا ماري فياني

بعد ذلك، أشار إلى تأمّلات البابوات حول المسبحة الورديّة: البابا القدّيس بيوس الخامس، البابا القدّيس يوحنا الثالث والعشرون، البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، قداسة البابا الراحل بندكتوس السادس عشر، وقداسة البابا الراحل فرنسيس، الذي قال: "المسبحة الورديّة صلاةٌ ترافق حياتي باستمرار؛ هي أيضًا صلاة البسطاء والقدّيسين… إنّها صلاة قلبي."

وأضاف الأسقف باسلر أنّ "صلاة "السلام عليكِ يا مريم" هي جوهرةٌ ذهبيّة، واسم يسوع هو أثمن ما فيها من جواهر".

ومنذ عام 1478 وحتّى اليوم، يمكن حصر أكثر من مئتي وثيقةٍ بابويّة تتناول المسبحة الورديّة.

وقال المونسنيور أنطونين باسلر، الأسقف المساعد لأبرشيّة أولوموتس في جمهوريّة التشيك: "في العديد من الظهورات، أظهرت العذراء الطوباويّة مريم أنّ صلاة الورديّة ضروريّة جدًّا لخير البشريّة، وحثّتنا على تلاوتها". واختتم عظته بدعوتنا إلى "استئناف صلاة المسبحة الورديّة بحماسةٍ متجدّدة، متّبعين بذلك والدتنا السماويّة في سعيها لجمع جميع إخوة وأبناء ابنها إلى السماء".